الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تعرضت للإجهاض وللبراكاجات: موظفة بوزارة الصّحة تعاني الأمرين والوزارة شاهد ماشفش حاجة!!

نشر في  17 فيفري 2016  (13:59)

بالإطلاع على نشاط وزير الصحة سعيد العايدي عبر صفحته الشخصية وصفحة وزارة الصحة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يعتقد المتصفح أن المؤسسة الصحية في أفضل حالاتها وأنّ الوزير قام بمهامه كاملة تجاه القطاع حتى أنه بين الفينة والأخرى يجري بعض الأنشطة التي تعتبر ثانوية، فيعتقد أنها انشطة يقوم بها الوزير ليملأ بها أوقات فراغه بعد ان استكمل كل واجباته تجاه القطاع الذي يشرف عليه.

لكن هيهات بين هذا وواقع قطاع الصّحة.

بغض النظر عن معاناة المرضى وغياب التجهيزات، وحتى في حال توفرها فمنها المعطّل لسبب أو لآخر دون أن نتعمق أكثر بالرغم من أن الأمثلة كثيرة.

حالة القطاع يمكن ان تُترجم أيضا من خلال ظروف العاملين فيه، ومن بين الحالات المستعصية على الوزارة نجد مأساة "كريمة العبيدي" المنتدبة بتاريخ 17 جانفي 2013 في خطة فنّي سامي في البيولوجيا الطبية بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد والمرسمة بتاريخ 17 جانفي 2015، الا ان هذا الانتداب كان السبب ربما في الوضعية المأساوية التي تعيشها "العبيدي" منذ ثلاث سنوات حيث انها تقطن بولاية صفاقس منذ سنة 2010 رفقة زوجها المرسم بعمله هناك.

المعاناة لا تتمثل فقط في هذه التفاصيل بل في عوامل أخرى أدت الى وضعية اكثر قساوة حيث ان المعنية بالموضوع كانت مجبرة على التّنقل بين ولايتي صفاقس وسيدي بوزيد صباح مساء في سيارات الأجرة وفي أكثر من يومين في الأسبوع لها حصص ليلية.

ومن بين المعيقات الأخرى، حدّثتنا "كريمة" عن التعب المتواصل الذي يؤثر على تركيزها بحكم الخطة الحسّاسة التي تشغلها والجزئيات المهمة التي ترتكز عليها التحاليل الطبية فضلا عن حادثة تعطل سيارة الأجرة قي شهر رمضان الماضي عندما كانت متوجهة لولاية سيدي بوزيد حيث اجبرت على ايقاف احدى السيارات المتجهة الي هناك بعد ان أعلمهم السائق أن العطب يمنعه من مواصلة الرحلة لتصل لمقر عملها في حدود الساعة العاشرة مساء.

وأكدت لنا "العبيدي" أن مثل هذه الحادثة ليست بالأخطر بل إنها تعرضت لحادثتي "براكاج " حيث هُددت في احداهما بسلاح ابيض وكان ذلك بولاية صفاقس يوم 21 ديسمبر 2015 صباحا عندما كانت متجهة إلى محطة سيارات الأجرة حيث قام شخصان باعتراضها وتهديدها بسلاح ابيض ثم جردوها من مبلغ مالي قيمته ستة مائة دينار...

في حديثنا مع كريمة يتبيّن لنا أنّها لا تعتبر هذا السبب الأهم لتطالب اليوم -بشراسة- بنقلتها للعمل بولاية صفاقس وتقول "إنّ كل هذا يمكن أن يصنف ضمن خانة الصعوبات، لكن الأبشع هو الحالة الصحية التي وصلت إليها حيث أني أعاني من ظروف نفسية صعبة جدا بسبب التعب والإرهاق المتواصل حتى أنّ العلاقة الزوجية يمكن أن تسوء باعتبار عدم الاستقرار الذي أعيشه".

وتُضيف محدثتنا أنها حملت مرتين ولكن حملها يفشل في كل مرة إذ أن وضعيتها الصحية تتعكر بعد الخمس أشهر الأولى من الحمل لتجد نفسها في المستشفى لإجراء إجهاض اجباري.

وتبيّن كل التقارير الطبية أن السبب الأول لإجهاضها هو وضعيتها غير مستقرة والسفر اليومي تقريبا وأكدت لنا ان طبيبتها أعلمتها حرفيا أنه لا أمل لها في الإنجاب في حال تواصل الوضعية على ما هي عليه الآن. كما أجرت كريمة ثلاث عمليات جراحية في ظرف أقل من سنتين.

وحسب الوثائق التي اطلعتنا عليها، لا يمكن للوزارة أن تكون دون علم بهذه الوضعية خاصة أن المعنية بالأمر تقدّمت بملف كامل لوزارة الصحة تتضمن شهادة إقامة وشهادات طبية مع ملف طبي كامل وحتى عقد زواج لكن لا من مجيب وحتى الإدارة الجهوية بالجهة لم تول الموضوع أية أهمية وسارت على خطى الوزارة..

إذن كيف لوزير الصحة ان يغفل عن هكذا وضعيات؟ وكيف لنا ان نتحدث عن إصلاحات داخل المؤسسة الصحية ووضعية موظفيها أتعس من وضعية المرضى فيها؟

هل ستتحمل الوزارة وإدارة المؤسسة الصحية مسؤوليتها في حال حدوث أخطاء طبية بعد توفر كل هذه العوامل التي من شأنها أن تفقد كريمة العبيدي تركيزها لاجراء تحاليل طبية دقيقة أم أنها ستتحمل نتيجة هذا لوحدها مثلا وتدفع ثمنا مضاعفا نتيجة إهمال إدارتها لها.

يذكر أننا حاولنا الاتصال بوزير الصحة او حتى بالمكلف بالاعلام بالوزارة لطرح الموضوع ومعرفة موقف الوزارة من الموضع لكن ما من مجيب!

علي بوسودة